اعظم من الحب ( ونبتت زهرة حبى بين الاشواك ) سفير الحب

انسابت من عيني دمعهـ مريرهـ جاهدت كثيرا لمنعها دون جدوى ؛

تركتها تنساب بلا هدى لعلها تطفيء نار الشوق في قلبي أو تخفف من لوعه الفراق ؛

فراق حبيبتي ..زهرة عمري التي نبتت بين غابات أشواكي الداميهـ

فنزعت ببزوغها كل شوكه وزرعت مكانها أجمل الرياحين ...

وأضاءت ظلمات الصدر الحزين ..و لملمت شتات قلبي و عالجت الأنين

حاولت منع دمعه أخرى وأنا أتذكرها ... كم كانت رائعه حنونه متفهمه ....

أرى في بسمتها الصبر والرضا .. وفي عينيها اليقين وفي كلماتها أعذب الألحان والترانيم

أمسكت صورتها بين يدي وسبح عقلي في ذكريات بعيدهـ


تذكرت وقوفها جانبي في الشدائد... حنينها وخوفها الدائم علي ...

صراعها مع المرض الذي كان يفتك بجسدها النحيل.. وتذكرت احتضارها بين زراعي ..!!

ولم أقوى على منع دموعي أكثر من هذا فانفلتت تغرق وجهي بشلال دافق

واحبيبتاهـ ... وازوجتاهـ ... كم كنت صابره متحملهـ

كنت لي ياحبيبتي كالعالم من حولي لا أحتاج لسواك ....

ومن بعدك أصبحت كتائهـ في جزيرهـ مقفرهـ

لا أثر فيها لحياهـ ولا تطأها أي أقدام

وحيد شريد ضائع بائس ...أتنسم طيفك الوردي في كل مكان ..أشعر بيديك تمسح دموعي

وبإبتسامتك تنير دروبي .. وأشعر بدفيء صدرك حينما أرتمي فيه أصب أحزاني عليهـ

وتدفقت الذكريات ...

تذكرت لقائنا الأول في تلك الندوه وكم أسرني هدوئك وعذب كلامك ودماثهـ خلقك ....

وكيف تكرر اللقاء لقاء الأعين الخجلى في حديث هامس مشتاق ...

ثم حدث الوفاق وتقدمت لخطبتك ... يالها من أيام تلك التي قضيناها معا

ثم اقترب الزفاف في تتابع رنان جميل لم يعكر صفوه شيء ...

حتى كان هذا اليوم ...

عندما كنا سويا ثم سقطت أنت أرضا والألم يملأ محياك الرقيق

وحملتك بين زراعي جزعا إلى المستشفى وهناك تزلزل كياني

فقد علمت أنك مصابهـ بورم خبيث زاحف ينهش في جسدك الضعيف

وكتمت حزني بداخلي وسألت الطبيب هل بامكاني الزواج منك ....

فأيد ذلك ولكن الضريبهـ بلا أطفال

خرجنا سويا ولم أخبرها بشيء وعجلنا بالزفاف وسط دهشتها وفرحتي


وتم الزفاف وانتقلنا الى عالم السعادهـ ...

كم كنت رائعه حنونه مخلصه ... كم كنت تجاهدين ذلك الغازي الذي

يغزو جسدك بلا هوادهـ في صبر وايمان


وطوال تلك الفتره وأنت تخفين الألم عني تحسبيني لا أراه

في زموم شفتيك واحمرار وجنتيك

وذلك العرق البارد الذي يتصبب من جبهتك

تخفين وجهك عني وأسمع أنينك المكتوم فأتمنى لو كنت أنا مكانك ...

أو أن أصنع لك

من قلبي دواء يخفف أناتك ...

وهكذا استمرت الحياه حب وود وحنان يتخللها فترات من الألم والمعاناه

كل ذلك وأنت لا تعلمين الحقيقهـ

فقد أخبرتك أنه إجهاد مزمن لضعف بنيتكـ


إلى أن جاء يوم بغيض في ذكراه إلى نفسي ...

حين عدت من عملي وناديت عليك بشوق فلم تجيبي ...

وبحثت عنك إلى ان وجدتك تفترشين الأرض وحولك صور التقارير والأشعهـ

نظرت إلىّ ورأيت الذهول والصدمه تظلل وجهك وقد كستهـ أثواب الدموع ..

وأبقنت ما يعتمل في نفسك من الالم و الفجيعهـ ؛

أقبلت عليك إحتويتك بين زراعيّ وتركتك تفرغين إنفعالاتك على صدري ثم تحدثت إليك :

حبيبتي

لما الجزع لما الحزن والفزع ، هل تلمست في معاملتي لك ما أغضبك أو ضايقك ..؟!!؟

لقد تزوجتك لأني أحببتك في صدق وعشقت جمالك الهادئ ودماثه خلقك ،

وما كان المرض ليحول بيني وبينك .....


لم أشأ إخبارك لأنني خشيت أن ترفضي الزواج مني وكان

هذا سيحطم فؤادي ويدمي قلبي ..

حبيبتي أنت زهره نشأت في بستان أشواكي ..

بددت آلامي وأنبتت روائع الأزهار ..جففت الدموع وفجرت الانهار ...

علمتني أن الحياه حب وايثار .. علمتني أان الحياه رساله وكنت نبراسي ومعلمتي

التي أزالت غروري وأنانيتي وهذبت خلقي فلم البكاء سيدتي ...؟!!؟

ومن بين أناتك ودموعك وزفراتك التي كادت تفطر صدري سمعت

همهمه تبينت منها لفظا واحد ...

الإشفاق

لا ياعمري أنا لا أشفق عليك ...

فأنت في عيني أفضل امرأه ..جمالك الفتان هدوئك الذي يلهمني أشعاري ...

وشجاعتك في مواجهه الإبتلاء والمرض ...

ياعمري أنا لا أشفق عليك بل أحترم معاناتك وأقدرها وأعجب بها

فلو كنت مكانك ما تحملت ربع ما إحتملتيه ..

تكوني في شده ألمك وتبتسمي وتشيعي في عمري البهجهـ ...

حقا ما أروعك

لو أستطيع أن ارمي نفسي تحت قدميك لفعلت ... فعشقي لك سما عن عشقي لجمالك أو

جسدك أو شجاعتك أو .......أو ....

سما عن كل ذلك وعشق فيك روحك الشفافه ...

قلبك الحنون ... دفء عينيك الآمنتين ....

وتقولين أشفق لا ياعمري بل أشفق على قلبي من عشقك ...

أشفق على أيامي التي مرت من قبلك أشفق على الساعات التي أقضيها بعيدا عن طيفك


وهدأت دموعك وأحتويت فجيعتك فجففت وجهك وتلمست جبينك الوضاء

وفاضت عيناي
أخذت بالاوراق ووضعتها في مكانها ثم أخذت بيديك وذهبنا الى الشرفه ..

وقفت فيها ورفعت يدي لاعلى قائلا:
اللهم اني أشهدك أني أحببت زوجتي فيك ... وأنها تدفعني لعبادتك وتعينني عليها

اللهم أسكنها الجنه وأجعلها من السعداء وجازها عني خير الجزاء

ثم قبلت يديها ... ومضى ذلك اليوم
فاضت عيني بدموع الشوق مره أخرى عند تلكـ الذكرى..

ألمح طيفها الباسم يمر أمامي وتبتسم وترنو إلىّ بشوق حييّ

وتذكرت حنيني لها وشوقي الدائم وانطلقت من صدري تنهدات

وأنا امسك صورتها .. ماذا فعلت بقلبي



كيف تغلغلت في نفسي هكذا وصرت جزءا من كياني وعمري وروحي ؟!!؟

وغلّف الحزن كياني عندما تذكرت

لحظه الوداع ... ،

فالدنيا مهما طالت قصيره والأوقات السعيده تمر

مرّ الرياح كما مرت حياتي معك وكأنها لحظات قليله

جائت لتنهي حياتي وتسدل الستار على أطهر قصه حب ربطت بين قلبين ،

جائت لتمحو الفرح وتسرق أحلامي وتعيد الشوك لدروبي

جائت بعد أن أصبح البعد عنك جحيما ...

وتفطر قلبي وانهمرت شلالات دموعي وارتعدت أوصالي وأنا أتذكر ...

كان هذا في شهر الصوم .... بعد الافطار وصلاه التراويح وتلاوه القرآن ....

لمحت دموعك فجزعت وسألتك ماذا ياعمري

أخبرتيني أنك حزينه وسعيده لصلاتي ... سعادتك لأنها ستبلغني الجنه

وحزنك لأنني بذلك أقدم مهر الحور

وضحكت بشده أتغارين على منهن .. لا يعمري ستكوني باذن الله

سيدتهن في الجنه وأنت تكفيني

ومضى الوقت ثم بدأ وجهك الصافي في الذبول .. وتجلى ازرقاق شفتيك المرتجفتين...

فأدرت وجهك بعيدا حتى لا ألمح ما بك

ومضى الوقت والألم يزداد حتى صار فوق احتمالك فأطلقت صرخه مدويه

هرعت اليك على أثرها ...

وعرفت ما تعانين أسندت رأسك الى الفراش وجلست قبالتك لا أدري ماذا أفعل ....

والالم يزداد ولساني يلهج بالدعاء أن يخفف عنك المولى

رفعت رأسك وأمسكت وجهي بين راحتيك وتبسمت في حنان متوجع وتحدثت الي قائله :

زوجي الحبيب ، ازداد الالم على وأظن أنها النهايه ... ودمعت عينان عيني وعيناها

ولكنها أكملت

لا أدري كيف أشكرك على ما قدمت لي .. لقد وهبتني الحياه وألامل ...

ورضيت بالحياه مع نصف امرأه

حتى تسعد قلبها .. غسل الله قلبك بماء اليقين وأسكنك جنه محفوفه بالرياحين ..

و مملوءه بالحور العين


راضي قلبي عنك فهل قلبك راض عني ..؟!!؟

وسعلت بشده فتناثرت الدماء من شفتيها على وجهي

أسندتها للفراش وجاوبت بدموعي نعم راض راض عنك وعما فعلتيه من أجلي راض

عن تبديددك لآلامي وتثبيتك لي

وتبسمت حبيبتي وطلبت من أن أقترب منها ففعلت ، فطبعت قبله حانيه على وجنتي

وقالت لي سأنتظرك فلا تخلف موعدي ولفظت الشهادتين ثم أسلمت الروح

تاركه ورائها عينان خاشعتان تشخص في أمان ووجها مشرقا بنور الصبر والايمان،

وجسدا نحيلا فتك به المرض متجه نحو القبله


ورائحه مسكيه ملأت المنزل وقلبا متفطر هو قلبي ..

أرحت رأسي على صدرها وبكيت بكيت حتى إرتفع أذان الفجر

يزف روحها الطاهره ويسدل الستار على عمري

عمري الذي تبعثر كأوراق الخريف ...وأظلمت حياتي من بعدها ...

وما يعينني الا طيفها وزكراها

وتصبري بحديثي اليها عندما أزور قبرها

وها أنا ذا بعد رحيلك يا عمري .... شبح يكسوه الحزن ويعاني ويلات الفراق


وكلما تذكرتك أتذكر كم كنت أنانيا معك آخذ ولا أعطي ...

وكيف كنت أثقل عليك بهمومي ...كيف كنت احمّلك فوق طاقتك

كنت جشعا أنانيا لا أستحق حبك وحنانك ....

آه لو تعودي لأجلس تحت قدميك حتى آخر يوم في عمري

ولأعطيتك ولم آخذ منك ... ليتني اهتممت بصحتك أكثر من هذا ...

فأنانيتي ياعمري هي سبب موتك

فعلا أنا بأخطائي لا أستحق ملائكيتك وشفافيتك فأنت نعمه أعطاها الله

لي وفرطت أنا فيها فلا جزاني الله خير عن تقصيري معك

وانسابت دمعه من عيني فمددت يدي لأمسحها ثم تراجعت

وراقبت طريقها حتى تبددت فذكرتني بحياتي

وكيف تبددت وذكرتني بذبول زهره ... زهره حبي التي نبتت بين الاشواك ...

" هذه الخاطره اهداء لكل الشباب أردت أن أوضح بها الحنان والايثار

الذي يملأ قلوبهم وكتبتها على لسان الزوج لأوضح ايثاره وحبه لزوجته وتقريعه لنفسه بعد

موتها أنه لم يوفيها حقها كما يظن "